دار الخليج للنشر تصدر كتاب أساسيات علم الأرصاد الجوية
عمان 13 حزيران ( كتب)- صدر حديثا عن دار الخليج للنشر والتوزيع كتاب جديد بعنوان "أساسيات علم الأرصاد الجوية" لمؤلفه جمال الموسى.
قال المؤلف في مقدمة كتابه " منذ القدم لاحظ الإنسان أن الطقس متقلب، ويتعرض لتغيُرات مختلفة المظاهر جعلته يدرك أن هذه التغيرات تؤثر بشكل مستمر على نمط حياته ومعيشته وعلى حركته وتنقله وعلى نفسيته ونشاطه وانتاجه. مما جعله يشعر بأهمية فهم هذه التغيُرات وهذا أعطاه حافزاً وسببا قوياً لمعرفة سبب حدوث هذه التقلبات، ثم محاولة التنبؤ بما سيحدث عليها من تغير في الفترة المقبلة".
وأضاف، أن جهود المهتمين والعلماء تضافرت لصياغة علم خاص بالجو، وبمرور السنين لاحظ الإنسان أن هناك عناصر تتسبب في حالات الطقس هي: الماء، الهواء، درجة الحرارة ، دوران الأرض، وطبيعة الأرض ( التضاريس).
ويرجع تاريخ اعتبار الأرصاد الجوية فرعا من فروع المعرفة إلى العصور الأولى لحضارات الإنسان، حيث يمكن تقسيم تاريخ الأرصاد الجوية إلى ثلاث فترات أساسية:الفترة الأولى من سنة ( 600 ق.م – 1600 م ) ويطلق عليها فترة التخمين حيث سادت فيها أفكار الفيلسوف الإغريقي أرسطو في هذا المجال، والفترة الثانية من سنة ( 1600 م – 1800 م ) وهي ما يسمى بفجر علم الأرصاد الجوية، وفيها كان بداية اختراع وتطور بعض أجهزة الأرصاد الجوية، وقد بدأت قياسات العناصر الجوية في هذه الفترة تأخذ طابع التناسق والاستمرارية.
أما الفترة الثالثة فبدأت مع بداية القرن التاسع عشر وفيها أصبحت الأرصاد الجوية علماً من العلوم التطبيقية وسُميت بِ "الميترولوجي" ، ومنذ ذلك الحين شاركت العلوم الأخرى مثل الفيزياء والرياضيات والكيمياء في دراسة وفهم طبيعة الغلاف الجوي.
وبين الموسى أن الدراسات في مجال الأرصاد الجوية تعود لآلاف السنين، لكن التقدم الكبير فيه لم يحدث حتى القرن الثامن عشر، حيث شهد القرن التاسع عشر تقدماً سريعاً في علم الأرصاد الجوية بعد تطور شبكة مراقبة الطقس (محطات الرصد الجوي) عبر العديد من البلدان، ولكن في النصف الأخير من القرن العشرين تحقق التقدم الكبير في التنبؤ بأحوال الطقس وذلك بعد تطور أجهزة الحواسيب الإلكترونية.
وحديثاً وفي الفترة الأخيرة لقد ساعد التطور في علوم الأرصاد الجوية وأدواته وتقنياته وأجهزته، خاصة الأقمارالاصطناعية والرادارات الجوية والحاسبات وعلم الإحصاء على دراسة الأجزاء العليا من الجو ومن ثم معرفة العلاقة بين ما يجري من ظواهر جوية عند سطح الأرض وما يحدث من أنماط جوية في الأجزاء العليا.
كما يعرض الكتاب إلى أهداف مرافق الأرصاد الجوية في العالم حماية الأرواح والممتلكات، فالإنسان سواءً كان على اليابسة أو في الجو، أوفي البحر سيتعرض لأحوال جوية تؤثر عليه.
كما يتطرق إلى دور الكبير للأرصاد الجوية في تأمين سلامة الملاحة الجوية والبحرية والنقل البري والنشاطات الاجتماعية والاقتصادية والرياضية والترفيهية والعسكرية والروتينية اليومية.
ولهذا انتشر فوق سطح الأرض وفي البحاروالمحيطات الكثير من محطات الرصد الجوي المتنوعة الأغراض (سواء كانت يدوية أو أوتوماتيكية) لتقوم بقياس مختلف عناصر الطقس من: درجة الحرارة الضغط الجوي، الرطوبة، الرياح من حيث سرعتها واتجاهها، كمية السحب وأنواعها وارتفاعاتها، الهطول، الرؤية، الحالة الجوية وقت الرصد وقبل الرصد ب 3-6 ساعات، سلوك الضغط الجوي.
وتهدف خدمات الأرصاد الجوية إلى تمكين الإنسان من استغلال الكثير من مصادرالبيئة الطبيعية، وتوليد الطاقة الكهربائية من الرياح والشمس، كما أسهمت الأرصاد الجوية في تجنيب الإنسان الكثير من الويلات الناتجة عن الأعاصير والأحوال الجوية المتطرفة وما ينتج عنها من كوارث. ولا ننسى كذلك دور الأرصاد الجوية والمعلومات الجوية في الأعمال العسكرية وتحديد ساعة الصفر.